فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشنقيطي:

{إِذَا السَّمَاءُ انفطرت (1)} أي انشقت، كما في سورة الانشقاق {إِذَا السماء انشقت} [الانشقاق: 1].
قيل: هيبة الله.
وقيل: لنزول الملائكة، كقوله تعالى: {وَيوم تَشَقَّقُ السماء بالغمام وَنُزِّلَ الملائكة تَنزِيلاً} [الفرقان: 25].
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، في سورة الشورى عند الكلام على قوله تعالى في وصف أهوال القيامة {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يوماً يَجْعَلُ الولدان شِيباً السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} [المزمل: 17- 18].
ومثل الانفطار والتشقق الانفراج، كقوله: {فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ وَإِذَا السماء فُرِجَتْ} [المرسلات: 8- 9].
{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)} أي بعثر من فيها. كما في قوله تعالى: {أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القبور وَحُصِّلَ مَا فِي الصدور} [العاديات: 9- 10].
وقد دل هذا اللفظ على سرعة الانتشار، كبعثرة الحب من الكف كما في قوله تعالى: {يوم يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث سِرَاعاً} [المعارج: 43].
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة ق عند قوله تعالى: {يوم تَشَقَّقُ الأرض عَنْهُمْ سِرَاعاً} [ق: 44].
{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأخرت (5)} أي كل نفس، كما تقدم في سورة التكوير.
وقد تكلم الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه على ذلك في دفع إيهام الاضطراب في سورة الانفطار هذه، عند نفس الآية.
{الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فعدلك (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)}
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، بيان ذلك في سورة الكهف عند قوله تعالى: {قال لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بالذي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} [الكهف: 37]، أي هذه أطوار الإنسان في خلقته.
ومما يشهد لحسن الخلقة، وكمال الصورة قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4].
واختلاف الصور إنما هو من آيات الله وابتداء من الرحم، كما قال: {هُوَ الذي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَاءُ} [آل عمران: 6].
وتقدم في صورة الحشر {هُوَ الله الخالق البارئ المصور} [الحشر: 24].
وفي اختلاف الصور على تشابهها من أعظم آيات الله تعالى.
{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه، بيان ذلك في سورة ق عند الكلام على قوله تعالى: {والأرض مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وذكرى لِكُلِّ عَبْدٍ} [ق: 17- 18].
وأحال عندها على بعض ما جاء في سورة مريم عند قوله تعالى: {كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقول} [مريم: 79].
وبين رحمة الله تعالى علينا وعليه أن هذه الكتابة لإقامة الحجة على الإنسان، كما في قوله: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يوم القيامة كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً اقرأ كَتَابَكَ كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيباً} [الإسراء: 13- 14].
وقيل في حافظين: يحفظون بدن الإنسان.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة الأنعام عند الكلام على قوله تعالى: {وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً} [الأنعام: 61] مستدلاً بقوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله} [الرعد: 11].
وممَّا تجدر الإشارة إليه، أن في وصف الحفظة هنا بهذه الصفات، من كونهم حافظين كراماً يعلمون، فاجتمعت لهم كل صفات التأهيل، لا على درجات الكناية من حفظ وعلو منزلة، وعلم بما يكتبون.
وكأنه توجيه لما ينبغي لولاة الأمور مراعاته في استكتاب الكتاب والأمناء.
ولذا قالوا: على القاضي أن يتخير كاتباً أميناً حسن الخط فاهماً.
ومن هذا الوصف يعلم أنه لا يختلط عليهم علم بعمل، وكونهم حفظة لا يضيعون شيئاً، ولو كان مثقال الذرة {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [الزلزلة: 7] الآية.
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)} أي دائم، كما في قوله تعالى: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً} [التوبة: 21- 22].
{وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغائبين (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يوم الدِّينِ (17)}
دليل من دلة خلود الكفار في النار.
لقوله: {وَإِنَّ الفجار لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا يوم الدين وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغائبين} [الانفطار: 14- 16].
كقوله تعالى: {وَقال الذين اتبعوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النار} [البقرة: 167].
وهكذا غالباً أسلوب المقابلة بين الفريقين وما لهما.
ثم بين أن ذلك يوم الدين وهو يوم الجزاء، كما تقدم في سورة الفاتحة {مالك يوم الدين} [الفاتحة: 4].
ثمّ بين تعالى شدة الهول في ذلك اليوم {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يوم الدين} [الانفطار: 17].
وتقدم في {الحاقة مَا الحآقة} [الحاقة: 1- 2].
ومثله قوله تعالى: {القارعة مَا القارعة} [القارعة: 1- 2].
{يوم لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يومئِذٍ لِلَّهِ (19)} أي لشدة هوله وضعف الخلائق، كما تقدم في قوله تعالى: {يوم يَفِرُّ المرء مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} [عبس: 34- 35]، وقوله: {لِكُلِّ امرئ مِّنْهُمْ يومئِذٍ شَأْنٌ يغنيه} [عبس: 37].
ولحديث الشفاعة: «كل نبي يقول: نفسي نفسي، إلى أن تنتهي إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها».
وحديث فاطمة: «اعملي...»..
وقوله تعالى: {مَن ذَا الذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255]، ونحو ذلك.
وقوله: {والأمر يومئِذٍ لِلَّهِ}، ظاهر هذه الآية تقييد الأمر بالظرف المذكور، ولكن الأمر لله في ذلك اليوم، وقيل ذلك اليوم، كما في قوله تعالى: {لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ} [الروم: 4].
وقوله: {أَلاَ لَهُ الخلق والأمر} [الأعراف: 54]، أي يتصرف في خلقه بما يشاء من أمره لا يشركه أحد، كما لا يشركه أحد في خلقه.
ولذا قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ} [آل عمران: 154].
وقال: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيْءٌ} [آل عمران: 128] ونحو ذلك.
ولكن جاء الظرف هنا لزيادة تأكيد، لأنه قد يكون في الدنيا لبعض الناس بعض الأوامر، كما في مثل قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة} [طه: 132].
وقوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِي الأمر مِنْكُمْ} [النساء: 59].
وقوله: {فاتبعوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرِ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} [هود: 97]، وهي كلها في الواقع أوامر نسبية. وما تشاءون إلا أن يشاء الله.
ولكن يوم القيامة حقيقة الأمر كله، والملك كله لله تعالى وحده، لقوله تعالى: {لِّمَنِ الملك اليوم لِلَّهِ الواحد القهار} [غافر: 16].
فلا أمر مع أمره، ولا متقدم عليه حتى ولا بكلمة، إلاَّ من أذن له الرحمن وقال صواباً، وهو كقوله: {الملك يومئِذٍ الحق للرحمن} [الفرقان: 26]، مع أن هنا في الدنيا ملوكاً، كما في قصة يوسف، {وَقال الملك ائتوني بِهِ} [يوسف: 50].
وفي قصة الخضر وموسى {وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ} [الكهف: 79].
أما يوم القيامة فيكونون كما قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام: 94].
وكقوله: {هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقة: 29]، فقد ذهب كل سلطان ولك ملك، والملك يومئذ لله الواحد القهار. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{إِذَا السَّمَاءُ انفطرت (1)}
وأخرج ابن المنذر عن السدي {إذا السماء انفطرت} قال: انشقت.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق عكرمة عن ابن عباس {وإذا البحار فجرت} قال: بعضها في بعض {وإذا القبور بعثرت} قال: بحثت.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن خيثم {وإذا البحار فجرت} قال: فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وإذا القبور بعثرت} خرج ما فيها من الموتى.
وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قي قوله: {علمت نفس ما قدمت وأخرت} قال: ما قدمت من خير وأخرت من سنة صالحة يعمل بها بعده، فإن له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً أو سنة سيئة يعمل بها بعده، فإن عليه مثل وزر عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في الآية قال: ما قدمت من عمل خير أو شر وما أخرت من سنة يعمل بها من بعده.
وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من استن خيراً فاستن به فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم، ومن استن شراً فاستن به فعليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم» وتلا حذيفة {علمت نفس ما قدمت وأخرت}.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {علمت نفس ما قدمت وأخرت} قال: ما أدت إلى الله مما أمرها به وما ضيعت. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ما قدمت} من خير وما {أخرت} من حق الله تعالى لم تعمل به.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {ما قدمت} من خير {وما أخرت} ما حدث به نفسه لم يعمل به.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد ما قدمت من خير وما أخرت ما أمرت أن تعمل فتركت.
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء {ما قدمت} بين أيديها وما {أخرت} وراءها من سنة يعمل بها من بعده.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وابن المنذر عن عمر بن الخطاب أنه قرأ هذه الآية {يا أيها الإِنسان ما غرك بربك الكريم} فقال: غره والله جهله.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {يا أيها الإِنسان ما غرك} قال: أبيّ بن خلف.
وأخرج عبد بن حميد عن صالح بن مسمار قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {يا أيها الإِنسان ما غرك بربك الكريم} ثم قال: جهله.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن خيثم {ما غرك} قال: الجهل.
وأخرج ابن المنذر والحاكم وصححه من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {فسوّاك فعدلك} مثقل.
وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه من طريق موسى بن على بن رباح عن أبيه عن جده «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما ولد لك؟ قال يا رسول الله: ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية. قال: فمن يشبه؟ قال يا رسول الله: ما عسى أن يشبه أباه وإما أمه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عند هامه لا تقولن هذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله: {في أي صورة ما شاء ركبك} من نسلك ما بينك وبين آدم».
وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه بسند جيد والبيهقي في الأسماء والصفات عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعصب منها، فإذا كان اليوم السابع أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم ثم قرأ {في أي صورة ما شاء ركبك}».
وأخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن بريدة أن رجلاً من الأنصار ولدت له امرأته غلاماً أسود فأخذ بيد امرأته فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: والذي بعثك بالحق لقد تزوجني بكراً وما أقعدت مقعده أحدًّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدقت إن لك تسعة وتسعين عرقاً وله مثل ذلك، فإذا كان حين الولد اضطربت العروق كلها ليس منها عرق إلا يسأل الله أن يجعل الشبه له».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {في أي صورة ما شاء ركبك} قال: إما قبيحاً وإما حسناً، وشبه أب أو أم أو خال أو عم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والرامهرمزي في الأمثال عن أبي صالح {في أيّ صورة ما شاء ركبك} قال: إن شاء حماراً وإن شاء خنزيراً وإن شاء فرساً وإن شاء إنساناً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله: {في أيّ صورة ما شاء ركبك} قال: إن شاء قرداً، وإن شاء صورة خنزير، والله تعالى أعلم.
أخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {كلا بل تكذبون بالدين} قال: بالحساب {وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين}.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: جعل الله على ابن آدم حافظين في الليل وحافظين في النهار يحفظان عمله ويكتبان أثره.
وأخرج البزار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينهاكم عن التعري فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حاجات: الغائط والجنابة والغسل».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظهيرة فرأى رجلاً يغتسل بفلاة من الأرض، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد فاتقوا الله واكرموا الكرام الكاتبين الذين معكم ليس يفارقونكم إلا عند إحدى منزلتين: حيث يكون الرجل على خلائه، أو يكون مع أهله، لأنهم كرام كما سماهم الله فيستتر أحدكم عند ذلك بجرم حائط أو بعيره فإنهم لا ينظرون إليه».
وأخرج البزار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة وآخرها استغفاراً إلا قال الله: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة».
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وما أدراك ما يوم الدين} قال: تعظيم يوم القيامة يوم يدان الناس فيه بأعمالهم وفي قوله: {والأمر يومئذ لله} قال: ليس ثم أحد يقضي شيئاً ولا يصنع شيئاً غير رب العالمين. اهـ.